الجمعة، 23 يونيو 2017

خريجة جديدة

لم اكتب او ادون منذ مدة فاقت الاسابيع، واليوم مرت بي عاصفة ابت الا تتركني الا وأصابعي فوق الكيبورد تدون تلك السطور ، تعيد لها النشاط ، تأذن ان تنفض الغبار من فوق مفاصلها الصغير وتشحن الانامل لتدون ، لقد تخرجت من اسبوعين فقط ، ناقشت مشروع تخرجي وكان يوماً فرحنا بيه جميعاً لست انا فقط بل أظن كل الطلاب الجامعيين ف مختلف الكليات والجامعات ، فرحة ما لبست ان انصرفت لحال سبيلها ف اول يوم عمل لنا او بالاحري ف اول فكرة مرت بعقلنا  تسألنا (والان ماذا ؟ّّ ) .
لأعود للعاصفة ، عندما كنت اني احدي سنوات الجامعية لم اكن ارمي اي ورقة او كتاب فتفكيري يخبرني لربما استخدمها  ف السنوات القادمة كمرجع او احداً يصغرني يريدها ، وللبعض بالفعل حدث كلا الأمرين ، ولكن للمعظم بقي بأسفل سريري-أظنني الان فقط علمت واخيراً سبب كل تلك الكوابيس التي انتابتني ف الخمس سنوات الماضية - ومنذ قليل كنت الملم كل تلك الاوارق والملازم والكتب ليتم بيعها والتخلص منها ، لا اعلم ذلك الشعور الذي لازمني منذ بدات وحتي الان لم يفارقني ، وانا انظر داخل كل ورقة واتذكر موقفها ، اتذكر كيف مرت الايام الرتيبة والعصبية والمريبة ، كيف مر بي الحزن والفرح والاستياء والغرور والتفوق والانحدار متناوبين داخلي بتناوب السنوات الخمس ، ذلك الورق الذي طبع بالخطأ واعدت طباعته وأخر أضطررت لاستخدامه لضيق الوقت ، ذلك الكتاب الذي اشتريته فقط لأرضاء دكتور ما ، ملزمة سهرت لطباعتها لي ولباقي طلاب الدفعة انا وعامل المكتب لنوفر بعض المال لمدي غلو ثمن الطباعة ف الأكاديمية ، حقيبة تلو أخر كانت تجعل عقل يعصف به شتي الذكريات ، وقلب تعلو خفقاته برتم حيناً سريع وحيناً يُحاول ان يعتدل ، 7 حقائب ف النهاية قد تراكموا امام كلتا عيناي غير مصدقة ، وبالٌ متحير ، كيف ستباع تلك الكتب كخردة بعد كل ما تذكرته ؟!! ، ومهلاً ، لما هما عزاز علي لتلك الدرجة ؟؟ ، لا يهم المال الذي صرف عليهم ولكن ما اريد استشفافه ، افادونني حقاً ؟!! ، إنني الان اذاكر اشياءً بعيدة عنهم لاجل عمل لا يخصهم ، واسئلة اخري من ذلك المنوال ، لقد تخرجت وناقشت ، وها انا أخذت أجازة اسبوعين ، وحان الوقت للبحث عن عمل ، ولكن هاهي مذاكرة أخري  وورق اخر سيتكدس فوق سطح مكتبي ، ومقابلة تلو اخري وعالم أخر وكورسات قد تعدي الالفي جنيه  غير مصاريف السنتر والمواصلات والامتحانات ، لما اتذكر نفسي عندما  كنت ف  ثانوية عامة ، عندما كنت انهي الامتحانات وأخذ فقط اجازة وجيزة لابدأ ف دروس العام القادم ، ولكن هيهات ، فالعمل أمر أخر ، أشخاص مختلفون جدد ، لا تربط بهم اية صلة ، منهم من يسخر منك ومنهم من يريد ازاحتك بعيداً ، غير انك الأن مسؤلية ذاتك ، إن تعلمت واتقنت وطورت من ذاتك ستظل ف وظيفتك ولربنا تترقي ، ولكن اتلك هي وظيفة احلامك ؟ ام عمل مؤقت ام مرحلة لتوصلك لهدفك ، وبالنسبة الي انا التي لا تعرف هدفها حتي ، ولا هل تريد بالفعل العمل ف تخصصها الجامعي الذي تخرجت منه ، ام تحاول أمر اخر مازالت ف بدايته ، ما حالها ؟
ها انا ذا متخرجة جديدة حائرة ، هل الجميع مثلي ، ام تراني عصفور تائه عن مجموعته ولربما يعود قريباً ؟!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق