الخميس، 6 أكتوبر 2016

#لحظة_حنين : 
(دخلت لغرفتها ، لم تنظر حولها ، فهي تتذكرها بأدق تفاصيلها ، تتذكر شكل سريرها والذي لازمها أكثر من 16سنة سرير طفولتها واواخر مراهقتها عليه تكلمت مع اول شاب عرفته وعليه اسمتعت لشتي أغاني الحب والحزن ، عليه شاهدت مختلف الدرامات الكورية واليابانية ، مهما اختلفت زاوية وقوعه في الغرفة ، كان دائماً الكاتم لدموعها المنهمرة كسيل المطر الغدار ، الصديق الوفي للحظات نومها وتجربتها لعوالم مختلفة تجمع بين الواقع والخيال ما تم تسجيله من حقيقه في عقلها الباطن وما أملت ان تعيش داخله ، ما تصورته حين قرات تلك الروايات والكتب وما طبع في عقلها عند انصاتها لقصة او حكاية التقطتها أذنها من الراديو النادر الاستماع اليه سوي في تلك اللحظات ، تلك الوسادة الصغيرة تعرفها أشد المعرفة ، كانت اول طفل في حياتها اول من لامس دفء حضنها بين ذراعيها ، من اشعرها بالأمان ، وخفف من وطاءة وحددتها تلك وإن كانت هي من وضعت نفسها داخل إطارها بمحض إرادتها أوقات كثيرة حتي غلبها بطابعه الإنطوائي ، وضعت الكتاب الصغير الذي بين يديها علي تسريحتها ببطئ وكانها خائفة الا تكون هنا فيقع ارضاً ، تلك من طالما شاركتها مختلف لحظاتها ، تلك المراة من قاس غضبها وتغيرت لتجئ ما تعرفها جمالها او تصارحها بتوسطه ، امامها شعرت بتوتر اول مقابلة عمل او قبل ذلك قلق إمتحاناتها الجامعية ، كانت اخري من شاركها كابوس الثانوية العامة ولكنها انتقلت لشقة أخري بنفس العمارة بنفس الشارع ونفس المنطقة ماخيب ظنها كثيراً ، ولكن اعتادت الامر ظاهرياً واملت بل عزمت انها لن تتزوج سوي من سيخرجها لحي راقي بمنطقة راقية لا تسمع بها ما تتنقله الألسنة بتلك المنطقة العشوائية او تلاقي فيه الخوف الشديد من كثرة كلابها الضالة ، ولكن تلك المرأة الجديدة من أكتشفت اعماق داخلها ولاقت اعترافتها والتي لا يعلمها للان سوي هيا ومذكراتها الكثيرة ، اخذت تغمض عينيها وتتحس بأطراف أناملها زجاجها وكأنها تتعرف كفاقدة نعمة البصر ملامح اميرها ، فهنا تمعنت هيا بوجهها ، وهنا جلست تتخيل شكل زوجها هيا ، وهنا اكتشف تورد وجنتيها عندما أخبرها احدهم بصفة حميدة داخلها واشاد بها ، يالله ياله من شعور ، جلست علي الكرسي بجانبها ، تحسست جانبيه وغاصت في ذكرياته هو الاخر ، صور كثيرة مرت في عقلها عن كل شبر في تلك الغرفة عن كل قصصاة ورق طلت بها جدارنها ، كانت دائمة وضع الكثير والكثير منهم علي تلك الجدران ، وكعادة قديمة عندها كانت مختلف الكتب تتناثر في كل مكان في الغرفة فأمسكت أحدهم وبلا ان تعرف عنوانه فتحته واخذت تقرأ ، فعادت هنا لمختلف السنوات قبل تلك اللحظة ، ما كانت في امس الحاجة اليه ، عادت هنا لذكريات اختارتا هيا لتعود اليها ، غاصت في جمله وسطوره بلا شعور بالوقت وتراكيبه المختلفة ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق