الاثنين، 26 سبتمبر 2016

     لا حقيقة
*************

حسناً في البداية قصدت ان اكتب بالعنوان كلمة [الحقيقة ] ولكن كُتبت كما هو ظاهر ، وقتها شعرت ان ذلك الخطأ الكتابي إشارة ما ، فصوت داخلي كان يردد انه ليس هناك من حقيقة مجردة ، كلما مر الزمن بي كلما اكتشفت انه ما هو حقيقي وظاهر لك ليس الا غلاف لشئ اخر ، اتكلم هنا عن العالم الإنساني وليس الوجودي او الإلاهي ، لست اتكلم عن النفاق او الاقنعة المختلفة ، ولكن اتكلم عن حياه عادية ، فعل او حدث قد تم وله تفاصيله ، ولكل شخص منا يتحدث عنه من التفاصيل التي قد رأها وسمعها ، ويحلله من ما استجمعته خبرته في عدد سنوات حياته الواعية ، حدث ذات يوم ، ان لقطت احد مواقف حياتي ، وتكلمت عنها في فيديو قصير احتفظت بنسخة منه لي والنسخة الاخري عرضتها علي بعض الاشخاص المهمين لي ، وفي اليوم التالي كتبت ملخص بأحداثة وبعد اسبوع فعلت ذلك الامر ، وبعد شهر وبعد عام ، وبعد ثلاث سنوات شاهدت الفيديوهات وقرأت الملاحظات التي سجلتها ، وكانت النتيجة ، ان اشخاص غيري قد فعلوا تلك الامور ، [التغير ] قد يغير الحقائق ، فانا اليوم بتفكير مختلف وعي اخر ، مبادئ أحتلت ما قبلها ، تفاصيل جاءت في بالي عن ذلك الموقف لم تذكر في اي مما مضي ، جعلتني اراه بطريقة مختلفة ، وما بالك باراء الاشخاص الذين شاهدو تلك الفيديوهات ، الحقيقة الوحيدة التي صرت أؤمن انها متواجدة هي تلك اللحظة ، [الأن ] ، الوقت الحالي او [اليوم] ، شئ اخر احتفظ باهم الامور التي تؤثر بك لذاتك او فقط اختر شخص واحد فقط من بين من حولك لتشاركه تلك الأمور ، لان تلوث سمعك باراء الاخرين قد يبدد الحقيقة التي تعرفها عن ذاتك ، إن لم تعرف ما هي بعد ، انصحك ان تقضي مع نفسك وقت اطول لتخبرك هي ، تجنب كل شئ من حولك ، الاغاني الموسيقي ، العروض الأشخاص ، والإضاءة العالية ، واقضي وقت قصير تجلس تتنزه ، اياً كان وستجدها ، وستتفاجأ بقدرتك علي تحليل تلك الشخصية التي طالما ارعبتك ، نعم فنحن لا يرعبنا غير ذاتنا ، وخاصة إن لم نكن نفهمها بعد ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق